عشت تلك اللحظات وانا طفلة لم اتجاوز الثامنه من عمري ٢/٨/١٩٩٠ كنا نستغيث كنا نستغيث برب الكون بالرحمن الواحد الاحد لم يكن في ذلك الوقت وسائل التواصل الاجتماعي لم نستطع ان نوصل اصواتنا للعالم اجمع بمثل سرعة هذه الايام كنا نستغيث وننتظر شهور تحت الاحتلال .. من يحمل اي اداة تصوير عقوبته كانت الاعدام بامرٍ من صدام .. ومع ذلك البعض تحدى العقوبة ووثقوا بعض من لحظات الاحتلال .. خفنا وعشنا في رعب كنا اطفال لا نعلم من كلمة احتلال سوى اصداء لطلقات نارية ليلية من خلف اسوار حديقة الخالدية اختبئنا خوفا في سرداب بيت الخالدية بيت جدتي كنت.. تعرضنا للاهانة تعرضنا للذل للخوف للاسر وللتعذيب والتهديد بالكيماوي وللقتل .. لن انسى مشهد التفتيش للمنزل لن انسى اشكال وجوه غابرة حاقدة تنبش كتب وصناديق خزائن وحدائق احيانا بحثا عن شيء لم نكن ولم نعلم ما هو! ولم يعلموا هم ايضا .. بشر كانوا ام حيوانات لا نعلم لكن كانوا جنود صدام بعضهم كان معه وبعضهم مغلوب على امره خوفا وذلا من طغيانه .. اربعه وعشرون عاما مروا ومازالت تلك الاحداث تعيش فينا .. بكينا ذهولا وحسرة بكينا رعبا والما بكينا شهداء واسرى ومفقودين .. بكينا الكويت المعطاء .. قاومنا بجسارة قاومنا حبا بارض عشنا لها قاومنا ونحن اطفالا بريشة والوان .. عمرنا فصائل التعمير .. زرعنا ارضها عشقا.. وتعلمنا من هم دول الضد ومن هم الدول الصديقة.. وكبارنا قاوموا ارواحا وفداء .. وشيباننا قاوموا دعاءا وايمان .. قاومنا شعبا يدا واحده .. لم نعلم ما معنى شيعة ..سنة .. مسيح .. او اي طائفة كنا.. كل ما كنا نعلمه اننا من وطن اسمه الكويت .. الله اكبر كبيرا الله اكبر كبيرا على من يحاول ان يفرق بيننا .. الله اكبر على من دخل بيننا اثناء الاحتلال ليشعل فتنة الله اكبر على من تخلى عن ارضه ليشاركني في ارضي .. دعونا نعيش في ارضي بسلام .. وان كنت عاشق لارضي افديها بنفسك مثلما فعل اهلي وستكون اهلا بيننا فالارض ارض الله قبل ان تكون مسكني .. 💕