أحمد أخي الحنون سطر لنا كلمات عبرت قليلا عن ما في داخله من حب لنا
يصعب علي الرد على مشاعره فقد فاضت أدمعي عندما قرأت كلماته
نقلتها لكم بدلاً من ردي عليها
صفحة ترددت كثيراً في كتابتها سأحاول أن أصف مافي داخلي !!!
كنت ومازلت طفل أمي المدلل برغم شدتها أحيانا إلا اني دائماً كنت أجد منفذاً أصل من خلاله إلى هذا الشعور الخاص ... شعور خاص .. وحيد .. مختلف .. ليس حب .. أسمى من الحب .. الحب دائماً ما يكون ملئ باللهفة ومغناطيسية الجذب والرد وتحمل العيوب والتقاضي عن بعضها ... لا .. لا ..تعلقي بأمي مختلف .. شعور غريب أحسد نفسي عليه أحياناً !!لا أبالغ حين أقول بأني مدمن أمي ... منذ أن كنت صغيراً وأنا طفل أمي المدلل ... كثير الطلبات .. لحوح (حنان) .. وحنون .. وفي الشدة لم أكن أملك سوى ابتسامتي وصمتي .. وفي لحظات اليأس دموعي .. وبالطبع كان المقابل حنان أمي (وهل هناك أكثر ) مارست شعوري ودلعي هذا إلى أن أتى الوقت لاكبر .. لا بل اشيخ ...سرطان .. نعم أمي مصابة بالسرطان
المكان : سيارة عزيز أخوي الزمان : حوالي الساعة 3 العصر بدايات شهر ابريل عزيز : أحمد أمي الورم اللي فيها خبيث ... جملة
وحيدة لم اتمكن من الرد عليها إلى الآن ... وسط حالة من الذهول والصمت وحشرجة صوت عزيز ودموعه .. تحجرت دموعي وتجمد عقلي عن التفكير وعجز لساني عن التعبير واطبقت فمي صامتا ... وتساؤل وحيد يدور في خلدي ...ما العمل ؟!!!خلال أسبوع .. كنا في أمريكا !!شلون ؟ .. متى ؟ .. وين ؟ .. آسف !!!هي أيام أشبه بالكابوس ... أذكر منها القليل .. ويجتهد عقلي محاولاً إخفاء الباقي كي أعيش
شهور تسعة قضيناها هنا .. مع العلاج الكيماوي .. وما ادراك ما الكيماوي ؟!!!
بإختصار هو محاولة لقتل الانسان كي يعيش .. سم تتجرعه أمي طيلة تسعة أشهر كي تعيش ... لا أملك قلباً شجاعاً لأكتب ما عانته أمي ..لا أعرف كيف أصف تلك النظرات المتأرجحة بين ..الاستسلام والصمود ... الأمل واليأس ..الخوف والاطمئنان .. الموت والحياة ..لم أعد ذلك الطفل المدلل القادر على فهم أمي .. لم تعد ابتسامتي تنفع .. ألم يعتصرنا .. آهات مكتومة وأخرى مسموعة .. وابتسامة صفراء نتبادلها .. تداري بها آلامها و نداري بها ضعفنا كي نتماسك ..تسعة شهور ونحن نتقاسم هذا الحمل .. ننتظر ولادة الفرحة .. نتضرع إلى الخالق من أجل الشفاء والرحمة .. نحسد أنفسنا على الصحة ونتمنى لو كنا نحن المرضى .. مشوار ثقيل .. خبرات متفاوتة .. مشاعر متقلبة .. احاسيس متناقضة .. وبندول ساعة يحرس بدقات منتظمة حياتنا لا يكل ولا يمل إسمه عبد العزيز !
يكبرني بعدة اعوام .. كان القريب البعيد .. لم أعرفه مثل الآن .. هو ربان مركب الشقاء .. وهو الملاك الحارس لأمي طيلة هذا الوقت .. لن أطيل بالوصف فهو إجتاز مرحلة الوصف .. عزيز وأنت عزيز طلب مني اليوم أن أذكره بالخير !!!أذكرك بالخير بس ؟!!!كم أنت قنوع !!طيلة التسع شهور كنت مصدر الأمان لنا .. أمنت حياتنا وتحملت همومنا بدون شكوى أو تذمر بل العكس .. ثق تماما بأنك اجتزت مرحلة الشكر والثناء والدعاء ... سأظل أذكرك بالخير واسولف لعيالك وعيال عيالك عن شخص عرفت من خلاله معنى الاخوة .. شخص تمنيت أن أصل إلى قدرة تحمله .. شخص علمني معنى آخر للحياة ..إبن بار بأمه إسمه عبد العزيز القصار .
الآن وصلنا لمرحلة المخاض .. أيام ونتلقى البشارة .. ادعو معي بأن تكون بشارة خير .. وتلد أمي همها .. ويشفيها ربي من دائها .. وترجع لتنير مكانها .. وتعلو وجهها ابتسامتها المشرقة كما كانت دائماً اللهم آمين يا رب العالمين
آخر العنقود
أكيد ما أنسى خدوج اختي إللي ماراح إتكفيها صفحة عن علاقتي فيها أو في أمي .. بدونها كنت راح أكون باختصار مو أنا !!! أحبكم وربي لا يحرمني منكم
أحمد القصار
houston،TX